الجمعة، 21 مايو 2010

عزة

دفعت أم عزة – المرأة التى لم تبلغ الأربعين بعد و إن كانت تحتفظ بجمال صارخ – باب غرفة ابنتها عزة بقسوة تتعارض مع انوثتها الظاهرة و هى تصيح بصوت أخرجه التدخين و الخمر مبحوحا :
- لسه معقلتيش يا بت يا عزة
نظرت إلى سرير عزة حيث كان من المفترض أن تجدها و لما لم تكن عزة هناك أدارت بصرها فى الغرفة بسرعة حتى توقف مفزوعا عند كائن رقيق ممدد على الأرض بجانب نافذة الغرفة ..
اسرعت نحو عزة و هى تصرخ :
- الحقنى يا ابو عزة .. باين عزة مغمى عليها
كانت عزة رائعة الجمال.. لم تكمل عامها العشرين بعد .. و لكن يظهر على ملامحها شحوب شديد و يكسو جسدها نحول و ضعف ..
وصل أبو عزة يلقى نظرة على ابنته و زوجته المفزوعة .. أزاح أم عزة بخشونة و هز عزة بعنف :
- فوقى يا بنت ..بلاش استهبال .. أنا فاهم الحركات دى كويس
قالت أم عزة بعد أن تحول فزعها إلى هلع :
- البت باين ماتت .. يا لهوى يا لهوى
- اسكتى يا ولية .. لسه بتتنفس .. دلوقتى هتفوق .. روحى هاتى شوية كولونيا
- قلت لك يا راجل شوف حل تانى إلا الحبس و التجويع .. البت بقالها 3 أيام محبوسة من غير أكل و لا شرب .. الحلول كتير
قالت أم عزة ذلك و هى تحضر زجاجة الكولونيا و تعطيها لزوجها الذى فتحها و قربها من أنف عزة و هو يقول :
- كان على يدك .. جربنا كل حاجة .. و بعدين انتى فى الآخر وافقتى .. و لا هتبيعينى !!
ردت أم عزة و قد ازداد هلعها لما لم تستجب عزة للكولونيا :
- مليش دعوة .. انت الراجل .. الرأى رأيك و الشورى شورتك
أبعد أبو عزة الكولونيا عن أنف عزة و قد بدأ القلق يتسرب إلى نفسه و خاصة بعد أن بادرته أم عزة بسؤالها :
- نوديها المستشفى ؟؟
- انتى اتجننتى يا ولية .. ولما يشوفوها ممصوصة كده هنقولهم ايه ؟؟!!
- امال نسيبها تموت مننا ؟!
سكت أبو عزة قليلا و كأنه يجهز مدفعه لإطلاق قذيفة :
- امال نخش احنا السجن ؟!
لم تجد أم عزة غير الصراخ لترد به على أبو عزة ..
لم يكونا يتوقعا أن يصل العناد بابنتهم إلى هذا الحد .. توقعا أن تستسلم سريعا ..
- نقولهم كان عندها اكتئاب و مش عايزة تاكل و لا تشرب
قلب أبو عزة الإقتراح فى رأسه ثم قال :
- و لما تفوق ماهى هتقولهم على كل حاجة ..
- لما تفوق يبقى يحلها حلال .. ممكن نزبط الدكتور بأى حاجة و يخرجها معانا من المستشفى من غير شوشرة .. ماهى كل حاجة بالفلوس ..
و كأن الفكرة راقت له أو أنه فعلا لم يجد غيرها .. فحملها سريعا و انطلق نحو الباب و أم عزة تلحق به بعد أن وضعت عليها عباءتها الخفيفة ..
انطلقوا بسيارتهم نحو المستشفى يحلق حولهم المطر الكثيف .. الرعد .. البرق .. الغيوم .. غضب و زمجرة الطبيعة يحاصر الطريق و عزة ترقد بوجهها الملائكى النحيل و جسدها الرقيق الهزيل فى المقعد الخلفى ..
كانت غائبة عن الوعى فعلا أو بمعنى آخر كان وعيها قد ارتد عدة سنوات إلى الخلف .. نحو سنوات الطفولة ...
لا يكاد بيتهم يخلو من الناس .. يتغيرون دائما .. بعضهم يتكرر وجوده كثيرا و البعض الآخر لا تراهم إلا مرة واحدة .. يزيدون ليلا .. أصواتهم عالية .. ضحكاتهم مستفزة .. كانت أحيانا لا تستطيع النوم لساعات داخل غرفتها من ضوضائهم ..
كبرت عزة و ظهرت عليها علامات الكبر قبل أترابها تماما مثل أمها و كانت جميلة جدا مثلها أيضا ..
و فى يوم لا تنساه عزة ..
خرجت من غرفتها ليلا لتقضى حاجة فمرت بالقرب من مجلس أبيها .. لم تر أمها وسط الجلوس .. قالت فى نفسها : لعلها مع أحد أصحاب بابا فى غرفة النوم كالعادة !!
لم تلحظ عزة هاتين العينين اللتين تابعاتاها متابعة الصياد لفريسته إلا خلال عودتها إلى غرفتها ..
كانتا لوجه غير مألوف .. رجل أربعينى شعرت عزة من ميل أبيها فى جلسته ناحيته بأنه مهم لأبيها ..
- تعالى هنا يا حلوة .. ناداها الرجل بصوت أجش
- اسمك إيه ؟ قالها و هو يمسك يدها
- عزة
- بنتك كبرت يا أبو عزة .. الخالق الناطق أمها..
نظرت إلى أبيها .. كانت عينيه تفكران .. كيف لم يلحظ أن عزة فعلا كبرت ..
لمعت عيناه و هو يقول : عجباك يا باشا ؟!!
هز الرجل رأسه موافقا و عيناه لم تفرقا عزة ..
أبعدها أبوها عنه بلطف و هو يقول له بخبث :
- بكرة يا باشا .. لازم نهيئها الأول .. ادخلى نامى انتى يا عزة
فى اليوم التالى و بعد عودتها من المدرسة أصرت أمها أن تنظف عزة بنفسها بكميات كبيرة من الصابون المعطر و زينتها زينة بسيطة و شرحا لها كيف أنها ستلعب اليوم مع عمو فى غرفتها لعبة جديدة و أنه رجل طيب سيأتى لها بكل ما تريد من حلوى و ملابس و ألعاب و دمى جميلة ..
جاء الرجل و معه كل ما يمكن أن يعجب فتاة صغيرة من هدايا و ادخله أبوها معه الغرفة و أغلق الباب ..
لم تكن تعرف ما يريد .. قاومت فطريا و لكنه كان هو أقوى ..
تكرر الموقف كثيرا و تعدد الرجال و اعتادت عزة ذلك بل كانت تفرح فلم يكن أحدا يرفض لها أى طلب..
فرحت بعد أن ضم أبوها الشقة المجاورة إلى شقتهم و استبدل الآثاث بآخر جديد و اشترى سيارة فارهة و كان يردد دائما هو و أمها أن ذلك بفضل عزة فهى ( وش السعد ) كما يقولا ..
كبرت عزة و اجتازت المرحلة الثانوية بلا صديقات .. كانت تشعر بأن الجميع يجتنبها و لم تكن تكترث فهى الأغنى و الأجمل ..
دخلت الجامعة رغم أنها لم تكن ترغب فى ذلك و لكن أبواها قالا أن ذلك سيزيد الدخل و سيرفعهم إلى مستوى اجتماعى و مادى أعلى ..
مر شهران فى الجامعة بلا صديقات و ببعض محاولات من شباب للتقرب إليها لم تعرها اهتماما حتى جاء ذلك اليوم ..
اعترض طريقها فتاتان بلطف و بابتسامة ودودة ..
مدت احداهما يدها إليها بشريط كاسيت ..
كادت أن تتركهما و تنصرف و لكن داعب عقلها بعض الفضول فأخذت الشريط و انطلقت دون أن تكلمهما أو تنظر إلى الشريط أمامهما ..
ما لبثت أن نظرت إليه بعد أن ابتعدت .. اسمه غريب عليها .. العفة ..
اعتصرها الفضول و دفعها دفعا لتستمع إليه فى سيارتها الجديدة .. سمعت كلاما لم تسمعه من قبل ..
الله .. الرسول .. القرآن .. العفة .. الحياء .. الحجاب .. الجنة .. النار ..
نعم هى كلمات تدرج على لسانها و لسان من حولها أحيانا و لكنها كانت تعتبرهم تراث أو علوم مدرسية للإمتحانات فقط ..
أعجبها ما سمعت و تسلل برقة إلى قلبها .. كأنه عصا موسى ( عليه السلام ) يفلق بحارا صنعتها حياتها السابقة ليكشف عن أرضا بكرا طاهرة نقية لم تر الشمس قط قبل ..فهى فطرة تظل - و إن حاول الإنسان طمسها أو حاول غيره إخفائها - تلح فى طلب دفء الشمس و نورها و لا تسكن حتى تشرق فى قلب الإنسان مزيلة أطنان الظلمة أو توئد حية تحت ركام قلب ..
بحثت عن الفتاتين .. طلبت منهما المزيد .. بدأت تشعر بأحاسيس غريبة عليها .. طمأنينة .. راحة .. سكينة ..
لم يكن يكدرها إلا نوازع خوف من ردة فعل أهلها و قلق من فقدان ما كانت تعتبره هو أهم ما فى حياتها أو هو حياتها كلها .. نظرات الإعجاب .. كلمات المديح .. محاولات الإرضاء ..الأموال .. و مع ذلك فقد بدأت تشعر بالكره لحياتها و حياة أبويها .. و بدأت تشعر لأول مرة بالخجل مما تفعل ..
بدأت تفهم أكثر و تزداد إيمانا و تعلقا بالدين .. و بدوام اتصالها بالفتاتين و بأشرطة الكاسيت أبت تلك الأرض الطاهرة إلا أن تتمسك بشعاع الشمس .. تقاوم المياه التى تحاول أن تغمرها و تطمسها .. أضحت كجزيرة صغيرة ترتفع و تصعد فينحسر الماء حولها و تتسع رقعتها ..
تغيرت أحوالها .. لاحظ أبواها ذلك .. لم يهتما ما داما يجنيان من ورائها الكثير ..
و فى يوم مشهود سمعت شريطا جديدا حفز فيها الرغبة على اتخاذ قرار .. قرار جرىء .. قررت أن تغير حياتها .. تقلبها رأسا على عقب .. قررت ترك الرذيلة و ارتداء الحجاب .. و بجرأة رباها عليها والداها و اجهتهما بالقرار ..
نزل عليهما كالصاعقة ..
فقر .. تمرد .. عصيان .. هكذا ترجم أبواها القرار .. حاولا اقناعها بلطف و بالحيلة .. لم تستجب ..
منعاها عن الجامعة .. كانت تفر إليها و يضربها أبوها .. اشتد ضغطهما عليها .. هدايا .. ضرب .. كلام معسول .. إهانة .. منع من الخروج .. إغراء بقضاء عطلات فى أوروبا .. ساقا عليها الكثير من زبائنها القدامى .. كانت تذكرهم بالله .. صبرت و صمدت .. شدد عليها أبواها الحصار .. لم تعد تستطيع الخروج .. عثرا على شرائطها و كتبها المخبأة .. حرقاها أمامها .. ضربها أبوها بعنف .. حتى جاء قرارهما الأخير بحبسها فى غرفتها و منعها عن الناس و عن الأكل و الشرب و حتى الإستحمام ..
و فى اليوم الثالث منعاها حتى الخروج من الغرفة لقضاء حاجتها التى لم تلح عليها فلم يكن ثمة ما تقضيه ..
فكرت أن تفتح النافذة و تصرخ .. تراجعت خوفا على أهلها من السجن .. فما زالت ترجو توبتهما
استغلت عزلتها فى الصلاة و الذكر و مناجاة الله عز و جل أن يفرج ما هى فيه حتى اشتد عليها الهزال و لم تستطع التحمل .. وسقطت مغشيا عليها
هى الآن على سرير المستشفى .. الأمطار توقفت فى الخارج و تفرقت سحابتان لتطل الشمس من بينهما بأشعة رقيقة اخترقت فجوة ما بين ستارتى النافذة و زينت وجه عزة بنور على نوره و بضياء رغم النحول ..
ارتد إليها بعض وعيها و كأن رائحة المستشفى تشفى ..فتحت عينيها و اذنيها على كلام أبيها الذى كان يحاول اتقان دور الأب المكلوم .. فهو يشكو اكتئاب ابنته و عنادها .. لمحت عيناها والديها و الطبيب و الممرضة ..
كان أبوها يقول :
- بس لو تعقل ..
حاولت فتح شفتيها لتنطق .. لم تستطع .. لمحتها الممرضة فصاحت :
- فاقت يا دكتور
اقترب منها الجميع .. شعرت بها الممرضة تحاول الحديث فقربت إليها أذنها و هى تقول :
- يمكن عايزة تتأسف لباباها و مامتها
- برقت عيناهما فقد كانا يتمنيان ذلك .. و زحف ذلك الشعور إلى الوالد و قال فى نفسه : اكيد عقلت بعد ما شافت الموت بعنيها ..
استمعت الممرضة إليها بصعوبة و بدا عليها أمارات الدهشة فصاح بها الأب بلهفة :
- بتقول إيه ؟؟
كان الطبيب يعد إبرة المغذى عندما ردت الممرضة :
- بتقول ( لن أبيع و لو قتلونى )
الطبيب يمد يده بالإبرة نحوها .. بتلقائية قلب ميت مد الأب يده نحو الطبيب و أمسك بيد الطبيب الممسكة بالإبرة و كأنه يمنعه من انقاذها .. نظر إليه الطبيب بتحدى ممتزج بالإزدراء لثوان صامتة و كأن الله ألقى فى قلبه أن هذا الرجل ظالم لإبنته ..
ثم غرز الإبرة فى وريد عزة ..
و بدأت الحياة تندفع فى جسد عزة ..
ابتسمت عزة و هى تكرر فى صوت يقوى :
- لن أبيع
لن أبيع

هناك 34 تعليقًا:

جنّي يقول...

السلام عليكم

قصة جميلة .. جزاكم الله خيرا ..

ولكن هناك الكثير مثل عزة يحتجن من يمد اليهن ايديهم لانتشالهم من الرذيلة..

تحيتي

عطش الصبار يقول...

الله يا دكتور
موهبه فى كتابه القصه
عجبتنى قوى القصه وخصوصا الجمله دى
( أبت تلك الأرض الطاهرة إلا أن تتمسك بشعاع الشمس .. تقاوم المياه التى تحاول أن تغمرها و تطمسها .. أضحت كجزيرة صغيرة ترتفع و تصعد فينحسر الماء حولها و تتسع رقعتها) ..
فى انتظار تشريفكم لمدونتى انا ايضا كاتبه قصه
تحياتى

ستيتة يقول...

الله يا دكتور
عايشت القصة كأني أراها
كنت بالأمس اشاهد برنامج على البي بي سي من عمان عاصمة الأردن
وهو عن الفتيات في الشوارع والقصص اللي انت عارفها دي
بنت منهم قالت للمصور اللي خافي الكاميرا والمايك انا نفسي مكنش كده
بس مليش ادنى فرصة في المجتمع اني اعيش غير كده
والله ساعتها بقيت اقول ألن يسألنا الله عن من شابهها؟
ربنا يعفو عنا جميعا ويلطف بنا ويسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه

تحياتي

حياتى نغم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائعة يا دكتور سعداء بعودتك

اللهم اهدى شباب المسلمين وردهم إليك رداً جميلاً آمين .

Unknown يقول...

جزاك الله خيراً يادكتور ،،،، الصدفة أخرجتها من ظلمة الرزيلة إلى ضياء العفة و الطهارة ،، ولكن كم من اراضِ خصبة لم ترتوِ بعد ؟
قصة رقيقة للغاية رغم غلظة الأحداث و هنا مكمن البراعة :)

د/على خميس يقول...

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
استاذ سعيد
جزانا و إياكم
منورنا
فعلا و لكن المشكلة أن أمثال عزة يصعب الإقتراب منهن تجنبا للشبهات و هذه معادلة صعبة ..
نسأل الله للمسلمين جميعا الهداية
بارك الله فيك

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
ا / أم روزا
أسعدنى ثناء حضرتك على القصة
و حس حضرتك رائع فعلا فهذه الجملة خاصة لها معنى أعمق من ظاهرها
و القصة كلها كذلك
أنا جاى جرى على مدونة حضرتك اهو..
بارك الله فيك

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
د / ستيتة
القصة حولنا فى كل مكان و على كل الأصعدة
و بالتأكيد نحن مسئولون
أسأل الله أن يفو عنا جميعا
بارك الله فيك

د/على خميس يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
شكرا لثناءك ا / حياتى نغم
انا سعيد بزيارة حضرتك
آمين آمين
بارك الله فيك

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
جزانا و اياكم د / أحمد
شكرا لك على حسن الثناء على القصة ..
فعلا و الله و لكن هل يقع العيب فقط على الأرض أم على من يمتلك الماء و يبخل به أو يكسل أو يجبن عن مد يد العون؟
أسأل الله لى و لك و لسائر المسلمين التوفيق و السداد

رحلتنا في الحياة يقول...

ماشاء الله يادكتور القصة جميلة جدا واسلوب حضرتك تحفة بجد شدنى لاخر كلمة
بجد ماشاء الله
هحسد حضرتك بقى :)

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
ا / آيوشة
شكرا جدا لحضرتك على هذا الثناء ... بس هاروح فين جنبك ..
انا اللى المفروض احسدك ... ده حضرتك استاذة..
بارك الله فيك

موناليزا يقول...

:) الله عليك
جميلة بحق
بورك قلمك

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
شكرا ا / موناليزا
و بارك الله فيك
تحياتى

مجداوية يقول...

السلام عليكم

سبحان الله
ذكرتني قصتك بموقف مع والدي رحمة الله عليه مع الفارق بالطبع فقد ارتديت الحجاب وأنا في تانية ثانوي ولاعتقاد أمي رحمة الله عليها أنني ما زلت صغيرة وكان الحجاب وقتها من النوادر فقد أخفت حجابي لتمنعني عنه وبكيت واعتزلتهم في غرفتي وما إن عرف أبي فما كان منه إلا أن استرد لي حجابي وأعطاه لي وشجعني عليه وأقنع والدتي بأن أرتديه وسرعان ما لحقن بي أخوتي بمباركة أمي

فشتان بين والد ووالد
كثير منا بل غالبيتنا لم يذق حلاوة الدفاع عن دين الله ومكابدة الصعاب للتمسك به

وهذا هو سر موقف عزة وتفضيلها الموت على أن تبيع والبيع هنا ليس جسدها ولكن دين الله فقد هان جسدها من قبل ولكن لما عرفت حلاوة الايمان وارتبط الجسد بطاعة لله أبت أن تبيع ايمانها وليس مجرد الجسد فالجسد هنا دليل طاعة, هذا ما فهمته ولعله صحيح ؟

قصة رائعة وبأسلوب سلس ومعان جليلة

د/على خميس يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ا / مجداوية ..
فعلا شتان بين والد و والد فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل مولد يولد على الفطرة فأهلة يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه .. أو كما قال..
فعلا أنا قصدت أن تكون النهاية بهذه الجملة ...لن أبيع ... بدون إضافات فالمؤمن الحق لا يبيع دينه و إيمانه و كرامته و عزته و حريته بإغراء أو بضغوط فهو ثابت ماض فى طريقه نحو الله ...
بارك الله فيك
تحياتى

بحر الإبداع يقول...

السلام عليكمـ

أما لكم وقفة بني الإسلام ، قد طال ليل الصمت فأفيقوا بربكم.
دولة الإرهاب الصهيونية ما عادت تفرق بين أهل غـزة ومن يساندها ، فالجميع في نظرها سواء .

إسرائيل تقتل قُرابة الـ 20 من رواد أسطول الحرية ،وتستولي على السفن بما تحمله .
من بين المصابين الشيخ رائد صلاح ، وهو في حالة حرجة في غرفة العمليات ..

آن الأوان لحاجز الصمت أن ينكسر ، وآن الأوان لشعب مصر والشعوب العربية جميعاء أن ينتفضوا ويقفوا وقفة حق .!

abonazzara يقول...

سيدي الفاضل
انطلاقة قوية وجميلة جدا تحمل الكثير من الواقع كما تلقي الكثير على الرمز
بارك الله فيكم ولاحرمنا من مدونتكم وابداعاتكم
تقبل تحياتي

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
ا / أبو نظارة
جزاك الله خيرا على هذه الزيارة الكريمة و على هذا الإطراء
فعلا أنا حاولت أن تكون القصة فى منتهى الواقعة و البساطة و فى نفس الوقت فى منتهى الرمزية و العمق
بارك الله فيك
تحياتى

فليعد للدين مجده يقول...

فعلا كما قال الاخوة والاخوات منة قبلي أما هذه فقد نجت -ثبتها الله- فمن يمد يده بالدعوة للهداية الي ملايين غيرها سيسألنا الله عنهم

rovy يقول...

السلام عليكم ..
أتراها عزه أم (غزه) ؟ :(..
ما أروع قصتك و بطلتك الرائعه التى أبدا لن تبيع ..
قصتك رتئعه و معبره و معذره لمقارنتى لها بغزه الحبيبه ربنا لتأثرى بما يحدث هذه الأيام و كم أتمنى أن نساندها جميعا و لا نبيع ..
لك خالص تحياتى

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
د / إيهاب
سعيد بزيارة حضرتك
فعلا أسأل الله أن يلهمنا الرشاد و أن يجعلنا سببا لهداية خلقه
بارك الله فيك
تحياتى

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
يااااااااه
أخيرا غزة ...
لقد توقعت وضوح الرابط و كاد يخيب ظنى لولا ذكر حضرتك لغزة ...
لقد كتبت هذه القصة بعد الإعتداء اليهودى على غزة مباشرة و كنت أرى غزة أمامى و أنا اكتبها كنت أراها تلك الفتاة التى تربت فى وسط يبيع و ينحنى و يقبل بالدنو و السفل و لا يأبه لكرامة أو عزة أو أخلاق ..و أقصد بهذا الوسط المحيط الإسلامى ( إلا ما رحم ربى )و هذا كان ردى على الكثيرين الذين يلومون أهل غزة على الجهاد من باب أن ذلك انتحار و أن حماس هى التى تقتل أهل غزة باندفاعه و استعدائها للوحش الصهيونى و نسى هؤلاء الكرامة و الشرف و العزة و التى تهون النفوس دونهم ...فهذه هى عزة التى استعدت لشراء عزتها و لو كان الثمن هو حياتها ... و بالطبع معروف من هو صاحب الحصار و من يمنع المعونة و من يبيع و من و من و من..
أسأل الله لغزة الثبات مثل عزة و أسأله لنا الهدية و الرشاد و الثبات
بارك الله فيك ا / روفى
نورتينى فعلا و أسعدتينى
تحياتى

محمود المصرى يقول...

قصه فعلاَ جميله وتستحق القراْة وانت فعلاَ دست على الجرح لناس كتير وكلامك فى منتهى الروعه ارجوا نكون اصدقاء وتيجى تزورنى ومتنساش التعليق لاْن راْيك يهمنى
اخوك
محمود المصرى

مجداوية يقول...

السلام عليكم

بعد تعليق أختي الحبيبة روفي ظهر بعداً آخر للقصة ولكن ما جعل الربط بين عزة وغزة للم يخطر على البال هو أن غزة لم تبع يوما ,, صحيح نفس الظروف من الهوان والسيطرة ولكن غزة لم تفعل بنفسها ما فعلت عزة ولم تستلم يوما لمن يستغلها ولم تفق من بيع لعدم بيع

وان كانت تنطبق تماما على النصف الثاني من القصة

تحية خالصة لفكرك الراقي ولاضافة بعد آخر أثرى القصة أكثر وأكثر

نقطة فوق الحرف حولت القصة إلى ملحمة
:)

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
ا/ محمود المصرى
شرفتنى زيارتك كثيرا و سعدت بإعجابك بالقصة
ان شاء يسرنى زيارة مدونة حضرتك و إن شاء يدوم التواصل بيننا
بارك الله فيك
تحياتى

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
ا / مجداوية
تسعدنى و الله تعليقات و اهتمام حضرتك..
أنا لا أقصد بالبيع هو بيع الشعوب فالشعوب فى غالبها تغفل تسهو تتهاون تجبن تتنازل و إن كان هذا أيضا هو نوع من أنواع البيع ..
البيع الحقيقى المباشر الإختيارى هو بيع الأنظمة الحاكمة ...
و هذا ما أظنه يجعل القصة متقاربة مع غزة ... فقبل حماس كانت غزة كالضفة تحت السيطرة الكاملة لليهود ..
و فى الأخير فهو يبقى تشابه و خاطر جعلنى أتخيل هذه القصة و أكتبها ..
شكرا لك و خالص التقدير و التحية

rovy يقول...

الحمد لله أنى حسيت القصه صح أخى الفاضل و فعلا زى ما قالت اختى الحبيبه الغاليه مجداويه نقطة فوق الحرف حولت القصه لملحمه ..
بورك قلمك أخى الفاضل و سلمت يمينك دائما يارب
خالص تقديرى و أمتنانى و تحياتى

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
شكرا ا / روفى لدعائك و بارك الله فيك
تقبلى تحياتى

المجاهد الصغير يقول...

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
عذرا على عدم متابع المدونه فى الفتره الاخيره بسبب حبيبى انس
وفقكم الله
ويبقى التواصل

د/على خميس يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أهلا بك يا أم أنس
و بارك الله لك فيه و أعانك على تربيته
تحياتى

حاجات جوايا يقول...

ماشاء الله قصة جميلة جدا
بس معقول فيه ابهات بالشكل ده
صعب اوووى لما الضرر يجى من الاهل اللى دورهم الحماية والرعاية والتوجيه

بورك قلمك اخى الفاضل

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
جزاك الله خيرا ا / حاجات جوايا
نورتى المدونة و سعيد لرأيك
للأسف فيه ... عندما تعمى الحياة المادية العيون و يغلف الطمع القلوب ترين العجب حتى من الأهل ...
بارك الله فيك
تحياتى

رسول يقول...

سلام علیکم
ونست کثیر هنا