الأحد، 25 يوليو 2010

على سررٍ

نقل الوشاة إليه عنى حديثا على غير معناه
فحرفوا و أنقصوا و زادوا
و غيروا منه قصدنا و بدلوا مرادنا
فصدقهم و أساء الظن و لم يتبين منا
ووصلنا عنه سوء المقالة فينا
فبينا كذب الوشاة و حسن مقصدنا
و سامحناه قبل أن يعتذر و قلنا له :

عفونا عنك سامحنــا*و للمقصــودِ أوضحـنـا
فـإن العفــوَ يشـفيـنــا* و إن العتْــبَ يــذبحنــا
فإنْ سوءا بـدى منــا* فلا - بالله - تفضحـنـا
و لا تكشفْ لنا سرا*و بالمعروفِ فانصحنـا

فجاءنا نادما و كلمنا تائبا و اعتذر إلينا قائلا:

بـقـلبِ العفــو بادَرتـــمْ*ونبضَ الصفحِ أحييتمْ
و دمَ ذبـيـحـةِ الحـقــــدِ*لوجـهِ اللــهِ قَــدَمْــتُـــمْ
عن العتْبِ وعن نصحٍ*عن المعروفِ قد قلتمْ
فلـن يبـقى سوى ندمى*أسـوقُ العـذر, أقـبلتم؟

فرددنا عليه بما يُذهب حقد القلوب و غل النفوس
و يجفف ينابيع الشر فى القلوب الطيبة
عسى أن نكون ممن قال الله تعالى فيهم:
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )
و قلنا:

فـلا لــومٌ و لا عَـتـَـــبٌ * أخى فى الله و حبيـبى
فـإنَّ العـفـوَ كـالـمـســكِ * و إنَّ الصفحَ كالطيـبِ
قـَبِـلنــا العـذرَ قُـربـانــا * على نـَهَـم ٍو تـرحيـبِ
عسى الفردوسُ يجمعنا* على سررٍ و ترطيبِ

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
[يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان
فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن]

اللهم بلغنا رمضان

الاثنين، 14 يونيو 2010

أبواب النسيم

مـا يومـى هذا إلا صـورةُ الحـزنِ فـى مـرآةِ أمـســــى
فيضانُ ظلمٍ يغرقُ حقنا ما فيه أقسى من كتمانِ حسـى
و سفـكِ دمٍ و إرهـابٍ و سوطٍ فعلُه كالخـمـرِ يُنـســـى
فما كان من يومى و من أمسى فى أُذنىَّ كرنين جرسِ
يزعجـنى و يقـلـقـنى و لكـن فى تنبيههِ إحيــاءُ نفســى
ومع سريانِ مدٍ من التوحيدِ و الأخلاقِ للإيمان يُرسى
و إشراقِ آمـالٍ تنيـرُ ما طال الليـلُ مـن أفكـارِ رأسـى
و تَفَتُـحُ أبوابُ النسيـمِ , فأجزمُ أنـه سيصـدق حَدَســى
فـما أمـلى و عمـلى لعـدلِ غـدٍ إلا سلوانـى و أُنـســــى

* ما ( فى البيت الثانى ): هى ما النافية
* كتبتها منذ فترة طويلة و مازال اليوم هو اليوم و الأمس هو الأمس و مازلت منتظر الغد القادم عجل الله بشروقه مع يقينى باقترابه

الجمعة، 21 مايو 2010

عزة

دفعت أم عزة – المرأة التى لم تبلغ الأربعين بعد و إن كانت تحتفظ بجمال صارخ – باب غرفة ابنتها عزة بقسوة تتعارض مع انوثتها الظاهرة و هى تصيح بصوت أخرجه التدخين و الخمر مبحوحا :
- لسه معقلتيش يا بت يا عزة
نظرت إلى سرير عزة حيث كان من المفترض أن تجدها و لما لم تكن عزة هناك أدارت بصرها فى الغرفة بسرعة حتى توقف مفزوعا عند كائن رقيق ممدد على الأرض بجانب نافذة الغرفة ..
اسرعت نحو عزة و هى تصرخ :
- الحقنى يا ابو عزة .. باين عزة مغمى عليها
كانت عزة رائعة الجمال.. لم تكمل عامها العشرين بعد .. و لكن يظهر على ملامحها شحوب شديد و يكسو جسدها نحول و ضعف ..
وصل أبو عزة يلقى نظرة على ابنته و زوجته المفزوعة .. أزاح أم عزة بخشونة و هز عزة بعنف :
- فوقى يا بنت ..بلاش استهبال .. أنا فاهم الحركات دى كويس
قالت أم عزة بعد أن تحول فزعها إلى هلع :
- البت باين ماتت .. يا لهوى يا لهوى
- اسكتى يا ولية .. لسه بتتنفس .. دلوقتى هتفوق .. روحى هاتى شوية كولونيا
- قلت لك يا راجل شوف حل تانى إلا الحبس و التجويع .. البت بقالها 3 أيام محبوسة من غير أكل و لا شرب .. الحلول كتير
قالت أم عزة ذلك و هى تحضر زجاجة الكولونيا و تعطيها لزوجها الذى فتحها و قربها من أنف عزة و هو يقول :
- كان على يدك .. جربنا كل حاجة .. و بعدين انتى فى الآخر وافقتى .. و لا هتبيعينى !!
ردت أم عزة و قد ازداد هلعها لما لم تستجب عزة للكولونيا :
- مليش دعوة .. انت الراجل .. الرأى رأيك و الشورى شورتك
أبعد أبو عزة الكولونيا عن أنف عزة و قد بدأ القلق يتسرب إلى نفسه و خاصة بعد أن بادرته أم عزة بسؤالها :
- نوديها المستشفى ؟؟
- انتى اتجننتى يا ولية .. ولما يشوفوها ممصوصة كده هنقولهم ايه ؟؟!!
- امال نسيبها تموت مننا ؟!
سكت أبو عزة قليلا و كأنه يجهز مدفعه لإطلاق قذيفة :
- امال نخش احنا السجن ؟!
لم تجد أم عزة غير الصراخ لترد به على أبو عزة ..
لم يكونا يتوقعا أن يصل العناد بابنتهم إلى هذا الحد .. توقعا أن تستسلم سريعا ..
- نقولهم كان عندها اكتئاب و مش عايزة تاكل و لا تشرب
قلب أبو عزة الإقتراح فى رأسه ثم قال :
- و لما تفوق ماهى هتقولهم على كل حاجة ..
- لما تفوق يبقى يحلها حلال .. ممكن نزبط الدكتور بأى حاجة و يخرجها معانا من المستشفى من غير شوشرة .. ماهى كل حاجة بالفلوس ..
و كأن الفكرة راقت له أو أنه فعلا لم يجد غيرها .. فحملها سريعا و انطلق نحو الباب و أم عزة تلحق به بعد أن وضعت عليها عباءتها الخفيفة ..
انطلقوا بسيارتهم نحو المستشفى يحلق حولهم المطر الكثيف .. الرعد .. البرق .. الغيوم .. غضب و زمجرة الطبيعة يحاصر الطريق و عزة ترقد بوجهها الملائكى النحيل و جسدها الرقيق الهزيل فى المقعد الخلفى ..
كانت غائبة عن الوعى فعلا أو بمعنى آخر كان وعيها قد ارتد عدة سنوات إلى الخلف .. نحو سنوات الطفولة ...
لا يكاد بيتهم يخلو من الناس .. يتغيرون دائما .. بعضهم يتكرر وجوده كثيرا و البعض الآخر لا تراهم إلا مرة واحدة .. يزيدون ليلا .. أصواتهم عالية .. ضحكاتهم مستفزة .. كانت أحيانا لا تستطيع النوم لساعات داخل غرفتها من ضوضائهم ..
كبرت عزة و ظهرت عليها علامات الكبر قبل أترابها تماما مثل أمها و كانت جميلة جدا مثلها أيضا ..
و فى يوم لا تنساه عزة ..
خرجت من غرفتها ليلا لتقضى حاجة فمرت بالقرب من مجلس أبيها .. لم تر أمها وسط الجلوس .. قالت فى نفسها : لعلها مع أحد أصحاب بابا فى غرفة النوم كالعادة !!
لم تلحظ عزة هاتين العينين اللتين تابعاتاها متابعة الصياد لفريسته إلا خلال عودتها إلى غرفتها ..
كانتا لوجه غير مألوف .. رجل أربعينى شعرت عزة من ميل أبيها فى جلسته ناحيته بأنه مهم لأبيها ..
- تعالى هنا يا حلوة .. ناداها الرجل بصوت أجش
- اسمك إيه ؟ قالها و هو يمسك يدها
- عزة
- بنتك كبرت يا أبو عزة .. الخالق الناطق أمها..
نظرت إلى أبيها .. كانت عينيه تفكران .. كيف لم يلحظ أن عزة فعلا كبرت ..
لمعت عيناه و هو يقول : عجباك يا باشا ؟!!
هز الرجل رأسه موافقا و عيناه لم تفرقا عزة ..
أبعدها أبوها عنه بلطف و هو يقول له بخبث :
- بكرة يا باشا .. لازم نهيئها الأول .. ادخلى نامى انتى يا عزة
فى اليوم التالى و بعد عودتها من المدرسة أصرت أمها أن تنظف عزة بنفسها بكميات كبيرة من الصابون المعطر و زينتها زينة بسيطة و شرحا لها كيف أنها ستلعب اليوم مع عمو فى غرفتها لعبة جديدة و أنه رجل طيب سيأتى لها بكل ما تريد من حلوى و ملابس و ألعاب و دمى جميلة ..
جاء الرجل و معه كل ما يمكن أن يعجب فتاة صغيرة من هدايا و ادخله أبوها معه الغرفة و أغلق الباب ..
لم تكن تعرف ما يريد .. قاومت فطريا و لكنه كان هو أقوى ..
تكرر الموقف كثيرا و تعدد الرجال و اعتادت عزة ذلك بل كانت تفرح فلم يكن أحدا يرفض لها أى طلب..
فرحت بعد أن ضم أبوها الشقة المجاورة إلى شقتهم و استبدل الآثاث بآخر جديد و اشترى سيارة فارهة و كان يردد دائما هو و أمها أن ذلك بفضل عزة فهى ( وش السعد ) كما يقولا ..
كبرت عزة و اجتازت المرحلة الثانوية بلا صديقات .. كانت تشعر بأن الجميع يجتنبها و لم تكن تكترث فهى الأغنى و الأجمل ..
دخلت الجامعة رغم أنها لم تكن ترغب فى ذلك و لكن أبواها قالا أن ذلك سيزيد الدخل و سيرفعهم إلى مستوى اجتماعى و مادى أعلى ..
مر شهران فى الجامعة بلا صديقات و ببعض محاولات من شباب للتقرب إليها لم تعرها اهتماما حتى جاء ذلك اليوم ..
اعترض طريقها فتاتان بلطف و بابتسامة ودودة ..
مدت احداهما يدها إليها بشريط كاسيت ..
كادت أن تتركهما و تنصرف و لكن داعب عقلها بعض الفضول فأخذت الشريط و انطلقت دون أن تكلمهما أو تنظر إلى الشريط أمامهما ..
ما لبثت أن نظرت إليه بعد أن ابتعدت .. اسمه غريب عليها .. العفة ..
اعتصرها الفضول و دفعها دفعا لتستمع إليه فى سيارتها الجديدة .. سمعت كلاما لم تسمعه من قبل ..
الله .. الرسول .. القرآن .. العفة .. الحياء .. الحجاب .. الجنة .. النار ..
نعم هى كلمات تدرج على لسانها و لسان من حولها أحيانا و لكنها كانت تعتبرهم تراث أو علوم مدرسية للإمتحانات فقط ..
أعجبها ما سمعت و تسلل برقة إلى قلبها .. كأنه عصا موسى ( عليه السلام ) يفلق بحارا صنعتها حياتها السابقة ليكشف عن أرضا بكرا طاهرة نقية لم تر الشمس قط قبل ..فهى فطرة تظل - و إن حاول الإنسان طمسها أو حاول غيره إخفائها - تلح فى طلب دفء الشمس و نورها و لا تسكن حتى تشرق فى قلب الإنسان مزيلة أطنان الظلمة أو توئد حية تحت ركام قلب ..
بحثت عن الفتاتين .. طلبت منهما المزيد .. بدأت تشعر بأحاسيس غريبة عليها .. طمأنينة .. راحة .. سكينة ..
لم يكن يكدرها إلا نوازع خوف من ردة فعل أهلها و قلق من فقدان ما كانت تعتبره هو أهم ما فى حياتها أو هو حياتها كلها .. نظرات الإعجاب .. كلمات المديح .. محاولات الإرضاء ..الأموال .. و مع ذلك فقد بدأت تشعر بالكره لحياتها و حياة أبويها .. و بدأت تشعر لأول مرة بالخجل مما تفعل ..
بدأت تفهم أكثر و تزداد إيمانا و تعلقا بالدين .. و بدوام اتصالها بالفتاتين و بأشرطة الكاسيت أبت تلك الأرض الطاهرة إلا أن تتمسك بشعاع الشمس .. تقاوم المياه التى تحاول أن تغمرها و تطمسها .. أضحت كجزيرة صغيرة ترتفع و تصعد فينحسر الماء حولها و تتسع رقعتها ..
تغيرت أحوالها .. لاحظ أبواها ذلك .. لم يهتما ما داما يجنيان من ورائها الكثير ..
و فى يوم مشهود سمعت شريطا جديدا حفز فيها الرغبة على اتخاذ قرار .. قرار جرىء .. قررت أن تغير حياتها .. تقلبها رأسا على عقب .. قررت ترك الرذيلة و ارتداء الحجاب .. و بجرأة رباها عليها والداها و اجهتهما بالقرار ..
نزل عليهما كالصاعقة ..
فقر .. تمرد .. عصيان .. هكذا ترجم أبواها القرار .. حاولا اقناعها بلطف و بالحيلة .. لم تستجب ..
منعاها عن الجامعة .. كانت تفر إليها و يضربها أبوها .. اشتد ضغطهما عليها .. هدايا .. ضرب .. كلام معسول .. إهانة .. منع من الخروج .. إغراء بقضاء عطلات فى أوروبا .. ساقا عليها الكثير من زبائنها القدامى .. كانت تذكرهم بالله .. صبرت و صمدت .. شدد عليها أبواها الحصار .. لم تعد تستطيع الخروج .. عثرا على شرائطها و كتبها المخبأة .. حرقاها أمامها .. ضربها أبوها بعنف .. حتى جاء قرارهما الأخير بحبسها فى غرفتها و منعها عن الناس و عن الأكل و الشرب و حتى الإستحمام ..
و فى اليوم الثالث منعاها حتى الخروج من الغرفة لقضاء حاجتها التى لم تلح عليها فلم يكن ثمة ما تقضيه ..
فكرت أن تفتح النافذة و تصرخ .. تراجعت خوفا على أهلها من السجن .. فما زالت ترجو توبتهما
استغلت عزلتها فى الصلاة و الذكر و مناجاة الله عز و جل أن يفرج ما هى فيه حتى اشتد عليها الهزال و لم تستطع التحمل .. وسقطت مغشيا عليها
هى الآن على سرير المستشفى .. الأمطار توقفت فى الخارج و تفرقت سحابتان لتطل الشمس من بينهما بأشعة رقيقة اخترقت فجوة ما بين ستارتى النافذة و زينت وجه عزة بنور على نوره و بضياء رغم النحول ..
ارتد إليها بعض وعيها و كأن رائحة المستشفى تشفى ..فتحت عينيها و اذنيها على كلام أبيها الذى كان يحاول اتقان دور الأب المكلوم .. فهو يشكو اكتئاب ابنته و عنادها .. لمحت عيناها والديها و الطبيب و الممرضة ..
كان أبوها يقول :
- بس لو تعقل ..
حاولت فتح شفتيها لتنطق .. لم تستطع .. لمحتها الممرضة فصاحت :
- فاقت يا دكتور
اقترب منها الجميع .. شعرت بها الممرضة تحاول الحديث فقربت إليها أذنها و هى تقول :
- يمكن عايزة تتأسف لباباها و مامتها
- برقت عيناهما فقد كانا يتمنيان ذلك .. و زحف ذلك الشعور إلى الوالد و قال فى نفسه : اكيد عقلت بعد ما شافت الموت بعنيها ..
استمعت الممرضة إليها بصعوبة و بدا عليها أمارات الدهشة فصاح بها الأب بلهفة :
- بتقول إيه ؟؟
كان الطبيب يعد إبرة المغذى عندما ردت الممرضة :
- بتقول ( لن أبيع و لو قتلونى )
الطبيب يمد يده بالإبرة نحوها .. بتلقائية قلب ميت مد الأب يده نحو الطبيب و أمسك بيد الطبيب الممسكة بالإبرة و كأنه يمنعه من انقاذها .. نظر إليه الطبيب بتحدى ممتزج بالإزدراء لثوان صامتة و كأن الله ألقى فى قلبه أن هذا الرجل ظالم لإبنته ..
ثم غرز الإبرة فى وريد عزة ..
و بدأت الحياة تندفع فى جسد عزة ..
ابتسمت عزة و هى تكرر فى صوت يقوى :
- لن أبيع
لن أبيع

الخميس، 6 مايو 2010

العلم و الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أول ما يجب أن أبدأ به هو شكر كل الأخوة و الأخوات المدونين و المدونات على حسن اهتمامهم و على سؤالهم ...
كان بإمكانى أن اكتب بعض الموضوعات فى الفترة الماضية و لكنى كنت موقن أنى لن استطيع أن أتواصل مع تعليقاتكم و لا مع مدوناتكم الكريمة بشكل يرضيكم و يرضينى و لكن بكرم من الله أعتقد أنى استطيع الآن و بعد استقرار أمورى بفضل الله أن استمتع بالتواصل معكم إن تيسر لكم ذلك ..
احترت جدا فى اختيار موضوع اعود به إلى المدونة ... و آثرت أخيرا أن أبدأ ببضع أبيات بسيطة و مباشرة ( تسخين يعنى ) لعلها تكون بداية .... عسى الله أن ينفعنى و إياكم بها

انقلبَ السحرُ على الساحرِ* و انـدثـرتْ آثـــارُ الأممِ
ما بَقِىَ منها غيرُ حطـــامٍ * و ترابٍ و بقايـــا العظمِ
أفـلـم تـر تـلك الآثـــــــارِ * لحضـاراتٍ منـذ القـــدمِ
قد عَمَروا تلك الأنحـــاءِ * قد وصلوا لأعـالى القممِ
قد نفــروا لعلومِ الدنيــــا * لكنْ تـركوا خيــرَ العــلمِ
فَصَلوا العلمَ عن الإيمانِ * بهـما أمـتى فـلـتـهتـمـــى
تبنى بذاك حضـارةَ حقٍ * سكنَ الروحِ وراحةَ جسمِ